Abstract
في هذه السُّورة ذكر الله عزَّ وجلَّ خمسةً من أسمائه الحسنى:
الله – الربَّ – الرحمن – الرَّحيم – المالك
والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا
الزبور ولا الفرقان مثلهــا ” فاتحة الكتاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل
ولاالزبور ولا الفرقان مثلها إنها السبع المثاني»
وسورة الفاتحه وهي
فيديو YouTube
بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ & ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ &
مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ & إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ
ٱلْمُسْتَقِيمَ & صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
وَلاَ ٱلضَّالّينَ.
هل كلمة آمين من الفاتحة ؟
ج/ كلمة {آمين} ليست من الفاتحة . ويستحب أن يقولها الإمام
إذا قرأ الفاتحة، يمد بها صوته ويقولها المأموم والمنفرد كذلك
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) أي
قولوا : آمين
، وهي بمعنى اللهم استجب دعاءنا ، ويستحب الجهر بها
لحديث ابن ماجه ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال (غير
المغضوب عليهم ولا الضالين) قال {آمين} حتى يسمعها أهل
الصف الأول فيرتج بها المسجد.
و سورةَ الفاتحة التي يقرؤها المسلم في صلاته بعدد ركعات
الصَّلوات؛ لقوله فيما رواه البخاري من حديث عبادة:
{ لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب..}.
فانه يدلُّ هذا على عظيم شأن هذه السُّورة وجليل قدرها، وأنَّه
ينبغي للمسلم أن يتأمَّل معانيها فلحكمةٍ بالغةٍ شرع الله تكرارها
في الصَّلوات من بين سورالقرآن وآياتة.
أسماء سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة: فقد سمَّاها النَّبي صلَّى الله عليه وسَّلم: { فاتحة
الكتاب }؛وذلك لأنَّها أوَّل ما يقرأ من القرآن الكريم.
أم القرآن: وهكذا سمَّاها النَّبيُّ وأنها سمَّيت أم القرآن والله أعلم؛
لأنَّ معاني القرآن الكريم ترجع إلى هذه السُّورة فهي تشمل
المعاني الكلِّية والمباني الأساسَّية التي يتكلَّم عنها القرآن.
السبع المثاني: وذلك لأنَّها سبع آيات تقرأ مرَّة بعد مرَّة.
القرآن العظيم: وقد سمَّاها الرَّسول ذلك فقال: { هي السبع
المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته }.
سورة الحمد: لأنَّها بدأت بحمد الله عزَّ وجلَّ.
الصلاة: كما سمَّاها الله عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي: { قسَّمت
الصَّلاة بيني وبين عبدي نصفين }؛ وذلك لأنَّها ذكرٌ ودعاء.
احتواؤها على أسماء الله الحسنى:
في هذه السُّورة ذكر الله عزَّ وجلَّ خمسةً من أسمائه الحسنى:
الله – الربَّ – الرحمن – الرَّحيم – المالك.
أولاً: الله: وهو الإسم الأعظم لله عزَّ وجلَّ ( على قول طائفة من
أهل العلم ) الذي تلحق به الأسماء الأخرى، ولا يشاركه فيه
غيره.من معاني اسم الله: أنَّ القلوب تألهه ( تحنُّ إليه )
وتشتاق إلى لقائه ورؤيته، وتأنس بذكره.
من معاني لفظ الجلالة: أنَّه الذي تحتار فيه العقول فلا تحيط به
علماً، ولاتدرك له من الكنه والحقيقة إلا ما بيّن سبحانه في
كتابه وإذا كانت العقول تحتار في بعض مخلوقاته في
السَّماوات والأرض، فكيف بذاته جلَّ وعلا.
ومن معاني الله: أنَّه الإله المعبود المتفرد باستحقاق العبادة،
ولهذا جاء هذاالإسم في الشَّهادة، فإنَّ المؤمن يقول
( أشهد أن لا إله إلا الله) ولم يقل مثلاً أشهد أن لا إله إلاالرحمن
ثانياً: الربُّ: فهو ربُّ العالمين، ربُّ كلَّ شيء وخالقه، والقادر
عليه، كلُّ من في السماوات والأرض عبدٌ له، وفي قبضته،
وتحت قهره.
ثالثاً ورابعاً: الرَّحمن، الرَّحيم: واسم الرَّحمن كاسم الله لا يسمَّى
به غير اللهولم يتَّسم به أحد. فالله والرحمن من الأسماء
الخاصة به جلًّ وعلا لا يشاركه فيها غيره أمَّا الأسماء
الأخرى فقد يسمَّى بها غير الله كما قال سبحانه عن
نبيَّه: بِالْمُؤمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:22].
والرَّحمن والرَّحيم مأخوذان من الرَّحمة.
الرَّحمن: رحمة عامَّة بجميع الخلق. والرَّحيم: رحمة خاصَّة
بالمؤمنين.وفي تكرار الإنسان بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في جميع شؤونه، ولم يقل أحد (بسم الله العزيز الحكيم )
مع أنَّه حقٌّ إشارة إلى قول الله سبحانه في الحديث
القدسي: { إنَّ رحمتي سبقت غضبي } وكثيراً ما كان الرَّسول
يعلِّم أصحابه الرَّجاء فيما عند الله، وأن تكون ثقةُ الإنسان بالله
وبرحمته أعظم من ثقته بعلمه، قال : { لن يُدخلَ أحداً الجنَّة
عَمَلُهُ، ولا أنا إلا أنْ يتغمَّدني اللهُ برحمتِهِ }.
فهذه الأسماء الثَّلاثة:
الله، الربُّ، الرحمن: هي أصول الأسماء الحُسْنى،
فأسم الله: متضمِّنٌ لصفات الألوهيَّه. واسم الرَّبِّ: متضمِّنٌ
لصفات الرُّبوبيَّة.
واسم الرَّحمن: متضمِّنٌ لصفات الجود والبرِّ والإحسان.
فالرُّبوبية: من الله لعباده. والتَّأليه: منهم إليه. والرَّحمة: سببٌ
واصلٌ بين الرَّبِّ وعباده.
خامساً: المالك: وذلك في قوله: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أي يوم يدان
النَّاس بعملهم،وفيه ثناء على الله، وتمجيد له، وفيه تذكيرٌ للمسلم
بيوم الجزاء والحساب. قوله تعالى: الْحَمْدُ للهِ رَبّ الْعَالَمِينَ :
الحمد: هو الثَّناء على المحمود بأفضاله وإنعامه. المدح: هو
الثَّناء على الممدوح بصفات الجلال والكمال.
فالحمد ثناءٌ على الله تعالى بما أنعم عليك وما أعطاك، فإذا قيل:
إنَّ فلاناً حمد،فمعناه: أنّه شكره على إحسان قدَّمه إليه؛ لكن إذا
قيل: مدحه، فلا يلزم أن يكون مدحه بشيء قدَّمه، بل بسبب،
مثلاً بلاغته، وفصاحته، أو قوته إلى غير ذلك.
فالحمد فيه معنى الشُّكر ومعنى الاعتراف بالجميل، والسُّورة
تبدأ بالاعتراف،
والاعتراف فيه معنى عظيمٌ؛ لأنَّه إقرارٌ من العبد بتقصيره
وفقره وحاجته واعترافٌ لله جلَّ وعلا بالكمال والفضل
والإحسان وهو من أعظم ألوان العبادة.
ولهذا قد يعبد العبد ربَّه عبادة المعجب بعمله فلا يُقبل منه؛ لأنَّه
داخله إعجابٌ لا يتَّفق مع الاعتراف والذُّل، فلا يدخل العبدعلى
ربِّه من بابٍ أوسع، وأفضل من باب الذُّلِّ له والانكسار بين
يديه، فمن أعظم معاني العبادة: الذُّلُّ له سبحانه.
ولهذا كان النَّبيُّ كثير الاعتراف لله تعالى على نفسه بالنَّقص
والظُّلم فكان يقول:
{ اللهمَّ، إنِّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، وأنَّه لا يغفر الذُّنوب إلا
أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنّك أنت الغفور
الرَّحيم }.
فبدء السُّورة بـ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فيه معنى الاعتراف
بالنِّعمة، ولا شكَّ أنَّ عكس الاعتراف هو الإنكار والجحود،
وهو الذَّنب الأوَّل لإبليس الذي استكبر عن طاعة الله،
فإذا قال العبد: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ تبرَّأ من هذا كلَّه
فيقول: ( أعترف بأنِّي عبدٌ محتاجٌ فقيرٌ ذليلٌ مقصِّرٌ، وأنَّك الله
ربِّي المنعمُ المتفضِّلُ ).
قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ :
إِيَّاكَ : تقديمٌ للضَّمير. إشارة للحصر والتخصيص، وفيه معنى
الاعتراف لله تعالى بالعبوديَّة، وأنَّه لا يُعْبَدُ إلا الله وهو أصلُ
توحيد الألوهية وما بعث به الرُّسل؛ لأنَّ قضيَّة الرُّبوبيَّة وهي
الاعتراف بالله عزَّ وجلَّ أمر تفطر بهالنُّفوس، والانحراف
فيه لا يقاس بما حصل في موضوع الشِّرك في توحيدالألوهية،
ولذا ينبغي أن نعتني كثيراً بدعوة النَّاس إلى توحيد الألوهية
وإفرادالله بالعبادة؛ لأنَّه أصل الدَّين.
وقوله: إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فيه إثبات الاستعانة بالله، ونفيها عمَّن سواه
يعني لانطلب إلا عونك، فلا نستعين بغيرك،ولا نستغني عن
فضلك ؛ ولهذا قال تعالى في الحديث القدسي:
{ هذا بيني وبين عبدي } فقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ فهو حقُّ الله
تعالى على العبد، فيقرُّ به وأمَّا قوله: إِيَّاكَ نَستْعِينُ فهو استعانة
العبد بالله عزَّوجلَّ على ذلك؛ إذ لا قوام له حتَّى على التَّوحيد
فضلاً عن غيره من أمورالدُّنيا والآخرة إلا بعون الله. قال
تعالى : وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا
أَنْ هَدَانَا اللهُ [الأعراف:34]. قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ :سؤال هداية يتضمَّن معاني متنوعةً:
المعنى الأوَّل: ثبِّتْنا على الصِّراط المستقيم، حتَّى لا ننحرف، أو
نزيغ عنه؛لأنه من الممكن أنْ يكون الإنسان اليوم مهتدياً وغداً
من الظَّالمين.
المعنى الثَّاني: قوِّ هدايتنا، فالهداية درجاتٌ، والمهتدون طبقاتٌ،
منهم من يبلغ درجة الصِّديقيَّة، ومن هم دون ذلك، وبحسب
هدايتهم يكون سيرهم على الصِّراط، فإنَّ لله تعالى صراطين:
صراطاً في الدُّنيا وصراطاً في الآخرة،وسيرك على الصِّراط
الأخروي– الذي هو الجسر المنصوب على متن جهنَّم
يمشي النَّاس على قدر أعمالهم – بقدر سيرك على الصِّراط
الدُّنيوي: فالصِّراط الدُّنيوي هو طريق الله بطاعته فيما أمر
واجتناب ما نهى عنه، قال تعالى:
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا
فِي السَّمَوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ [الشُّورى:53،52].
فقوله: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ يعني: قوِّ هدايتنا، وزد إيماننا،
وعلِّمنا، فالعلم من الإيمان، وكلَّما ازداد العبد التزاماً بالصِّراط
المستقيم ازداد علمه قال تعالى
فَأَمَّا الّضذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ[التَّوبة:124]
فزيادة الإيمان هي زيادة ثبات على الصِّراط، قال تعالى: الَّذِينَ
اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدى [محمد:17].
فمن الممكن أنْ يكون الإنسان مهتدياً ثمَّ يزداد من الهداية
بصيرةً وعلماً ومعرفةً وصبراً فهذا من معاني قوله:
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ .
المعنى الثَّالث: أنَّ الصِّرلط المستقيم هو أن يفعل العبد في كلِّ
وقت ما أُمِرَ به في ذلك الوقت من علمٍ وعملٍ، ولا يفعل ما
نُهِىَ عنه بأن يجعلَ الله في قلبه من العلوم والإرادات الجازمة
لفعل المأمور، والكراهات الجازمة لترك المحظور ما يهتدي
به إلى الخير، ويترك الشَّرَّ، وهذا من معاني الهداية إلى
الصَّراط المستقيم.
حقيقة الهداية:
قولك: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ أي يا ربِّ دُلَّني على ما تحبُّ
وترضى في كلِّما يواجهني من أمور هذه الحياة، ثمَّ قوِّني
وأعنِّي على العمل بهذا الَّذي دللتني عليه، وسرُّ الضَّلال
يرجع إلى فقد أحد هذين الأمرين ( العلم والعمل )
والوقوع في ضدها.
أولاً: الجهل: فإنَّ الإنسان قد توجد عنده الرَّغبة في عمل الخير
لكنَّه يجهل الطريقة الشَّرعيَّة لتحصيله، فيسلك طرقاً مبتدعة،
ويجهد نفسه فيها بلا طائلٍ،وهو يحسب أنَّه يحسن صنعاً؛
بسبب قلَّة العلم ، فعندما يقول العبد: اهْدِنَاالصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
فهو يسأل ربَّه أنْ يعلمه، ويدُلَّه فلا يبقى في ضلال الجهل
متخبطاً.
ثانياً: الهوى: فقد يكون الإنسان عالماً لكن ليس لديه العزيمة،
تجعله ينبعث للعمل لهذا العلم، ويغلبه الهوى فيترك الواجب،
أو يرتكب المحرَّم عامداً مع علمه بالحكم، لضعف إيمانه
ولغلبة الشَّهوة وتعجل المتعة الدُّنيويَّة.
قوله تعالى: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
ولا الضَّالِّينَ :
هذا تأكيدٌ للمعنى السابق وتفصيلٌ له، فقوله: صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ يعني الذي حازوا الهداية التَّامَّة ممن أنعم الله
عليهم من النَّبيِّين والصدِّيقين،والشُّهداء، والصَّالحين،
وحسن أولئك رفيقاً.
ثمَّ قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ هم الذي عرفوا الحقَّ وتركوه
اليهود ونحوهم،
قال تعالى: قُلْ هَلْ أُنَبِئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلكَ مَثُوبَةً عِندَ اللهِ مَن لَّعَنَةُ
اللهُ وغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ
الطاغوت الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وأَضَلُّ عَن
سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة:60].
فالمغضوب عليهم من اليهود أو غيرهم: لم يهتدوا إلى الصَّراط
المستقيم،وسبب هدايتهم هو الهوى، فاليهود معهم علمٌ لكن
لم يعملوا به.وقدَّم الله تعالى المغضوب عليهم على الضَّالِّين؛
لأنَّ أمرهم أخطر وذنبهم أكبر؛ فأنَّ الإنسان إذا كان ضلاله
بسبب الجهل فإنَّه يرتفع بالعلم، وأمَّا إذاكان هذا الضَّلال بسبب
الهوى فإنَّه لا يكاد ينزع عن ضلاله. ولهذا جاء الوعيد الشَّديد
في شأن من لا يعمل بعمله.
وقوله تعالى: الضَّالِّينَ هما الذين تركوا الحقَّ جهلٍ وضلال
كالنَّصارى، ولايمنع أنْ يكون طرأ عليهم بعد ذلك العناد
والإصرار
الطُّرق الثَّلاثة: إنَّنا الآن أمام ثلاثة طرق:
الأوَّل: الصِّراط المستقيم: وطريقتهم مشتملةٌ على العلم بالحقِّ
والعمل به يقول تعالى:
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ [التوبة:33] يعني
العلم النَّافع والعمل الصَّالح.
الثَّاني: طريق المغضوب عليهم: من اليهود ونحوهم وهؤلاء
يعرفون الحقَّ ولا يعملون به.
الثَّالث: طريق الضَّالَّين: هؤلاء يعملون لكن على جهلٍ ولهذا
قال بعض السَّلف:
( من ضلَّ من عباد هذه الأمَّة ففيه شبه من النَّصارى ) كبعض
الفرق الصُّوفَّية التي تعبد الله على جهلٍ وضلالة.
وسورة الفاتحة هى الخامسه فى ترتيب النزول حيث نزلت بعد
سورة المدثرأول خمسة سورنزلت على سيدنا محمد
عليه الصلاة والسلام هى
العلق ـــ القلم ـــ المزمل ـــ المدثر ـــ الفاتحه
وقد سميت هذه السورة الكريمة بأسماء كثيرة
، فهي أم القرآن،
والسبع المثاني، والوافية والكافية،
لكفايتها عن غيرها وحاجة غيرها اليها واكتفاؤه منها
فهي تفيض على المؤمن نوراً يضيء حياته، وخيراً الهياً يغلق
عنه أبواب الفتن ويفتح له أبواب الرحمات أي سر؟
وأي عظمة لهذه السورة
قـال بـن جـريـر الـطـبرى سميت الفاتحه لأنها يفتح بكتابتها
المصاحف ويقرأ بها فى الصلوات.
2ــ أم الكتاب
وذلك لأشتمالها المقاصد الأساسيه لكتاب الله ففيها الثناء على
الله وفيها إثبات الربوبيه وفـيها التعبد بأمر الله ونهيه وفيها
طلب الهدايه والثبات على الإيمان وفيها الأخبارعن قصص
الأممالسابقين وفيها الإطلاع على معارج السعداء ومنازل
الأشقياء
3ــ السبع المثانى
وذلك لأنها سبع آيات تـثـنى فى الصلاه أى تـكـرر وتـعـاد وقـد
رويَ عن جـمع من الـصـحـابـه أنـهم فـسـروا قوله تعالى
{ ولقد آتيناك سبعا ً من المثانى } بأن المراد من السبع المثانى
سورة الفاتحه لأنها سبع آيات .
وقد ذكر القرطبى فى تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) أن لهذه
السوره إثنى عشر إسما ًوهي
1- الصلاة، لحديث: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين.
2- سورة الحمد، لذكر الحمد فيها.
3- فاتحة الكتاب 4- أم الكتاب
5- أم القرآن،6 – المثاني 7-القرآن العظيم 8 – الشفاء
9-الرقية 10-الأساس11 -الوافية 12-الكافية
وهي (مكية) وعدد آياتها سبع آيات،
ما هو سر سورة الفاتحة؟ لماذاافتتح بها المصحف؟
ما سر تسميتها بأم الكتاب، وأم القرآن..؟ لماذا نقرأها في اليوم
والليلة سبع عشرة مرة على الأقل؟ لماذا لا تصح الصلاة الا
بقراءتها؟
أهمـــــيتها
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة «لأعلمنّك
أعظم سورة في القرآن» فقال ما هي يا رسول الله؟
فقرأ عليه الصلاة والسلام
«الحمد لله رب العالمين… الرحمن إلى آخر السورة».حين
بيّن الله تعالى في سورة الحجر عظمة القرآن قال تعالى
{وَلَقَدْءاتَيْنَـٰكَ سَبْعًا مّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْءانَ ٱلْعَظِيمَ} والسبع
المثاني هي الفاتحه
وقد سميت بالمثاني لكثرة تكرارها ولكثره ثنائها على الله ,,,
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده ما أنزل
الله في التوراةولا الإنجيل ولاالزبور ولا الفرقان مثلها إنها
السبع المثاني»رواه الإمام أحمد
ولفضلها وشرفها، سميت هذه السورة بأسماء كثيرة،،
افتتح الله القرآن بسورة الفاتحة ترتيبا لانزولا وهي السبع
المثاني نزلت من فوق سبع فيها كلأحرف العربية إلا سبعة
أحرف هي (الثاء والجيم والخاء والزاي والشين والظاءوالفاء )
وهي تنجي من سبعة أبواب للنار وتتألف لفظة الفاتحة من سبعة
أحرف السبع المثاني والقرآن العظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 0الحمد لله رب العالمين أم
القرآن وأم الكتاب وتسمى كذلك بالسبع المثاني لأنها تثنى
في كل ركعة في الصلاة ولأن فيها ثناء على الله عز وجل
وبها تفتتح القراءة في الصلوات
أم الكتاب وأم القرآن
لأن معاني القرآن ترجع إلى ما تضمنته هذه السورة ويقال لها
الحمد والصلاة :
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه (قسمت
الصلاة بيني وبين عبدي نصفين
فإذا قال عبدي الحمد لله ،قال الله حمدني عبدي …) الحديث
الشفاء
لما رواه الدارني عن أبي سعيد مرفوعا (فاتحة الكتاب شفاء
من كل سم )
الرقية :
لحديث ابي سعيد الخدري حين رقى الرجل السليم فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ومايدريك أنها رقية )
أساس القرآن :
وهي أساس القرآن . وأساسها . بسم الله الرحمن الرحيم
وكذلك سميت سورة الحمد والواقية والراقية والشافية وام
القرأن وسورة المناجاة والكافية و الكنز
عن ابى هريرة رضى الله عنة قال : فال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لابى بن كعب رضى الله عنه كيف تقرأ فى الصلاة
فقال: ام القرأن (الفاتحة) فقال علية الصلا والسلام
: والذى نفسى بيدة ما انزلت فى التوراة ولا فى الانجيل
ولا فى الزبور ولا فى القرأن مثلها وانها سبع من المثانى
والقرأن العظيم .
وروى ابن عباس رضى الله عنهما قال : بينما رسول الله عليه
الصلاة والسلام جالس وعنده جبريل عليه السلام اذا سمع
نقيضيا من فوقة فرفع جبريل بصرة الى السماء فقال
: هذا باب قد فتح من السماء لم يفتح قط فقال
نزل منه ملك فأتى النبى عليه الصلاة والسلام فقال : ابشر
بنورين قد اوتيتهما ولم يؤتهما نبى قبلك
فاتحة والكتاب وخواتيم سورة البقرة؛؛ .
روى ابى كعب رضى الله عنه قال : قرأ رسول الله عليه
الصلاة والسلام
فاتحة الكتاب ثم قال : قال ربكم ابن ادم انزلت عليك سبع ايات
ثلاثة لى وثلاثة لك وواحدة بينى وبينك فأما النى لى
( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين )
والتى بينى وبينك وبينى ( اياك نعبد واياك نستعين )
منك العبادة وعلى العون لك واما التى لك ( اهدنا الصراط
المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا
الضالين )
حاوية أهداف القرآن
إنَّ سر الفاتحة يكمن في اشتمالها على جميع معاني القرآن،
فكل معنى في القرآن تجده في الفاتحة، وكل أهداف القرآن
جمعت في هذه الآيات السبع.
كيف هذا؟ تعال معي لنعيش لحظات رائعة مع أول سورة في
القرآن:
محاور القرآن
يدور حديث كتاب الله حول ثلاثة معان يطلبها من المؤمنين به
والقارئين له
1. عقائد (فيمن نعتقد)
2. عبادات (كيف نعبد من نعتقد فيه)
3. مناهج الحياة (المنهج الذي أراده الله تعالى لنا)
فالقرآن يدعو أولاً للعقيدة الصحيحة، أي أن تؤمن بالله تعالى
إيماناً صحيحاًعلى أسس سليمة. وهو ثانياً يدعو للعبادة
الصحيحة وإقامة الشعائر، ولكن العبادة ليست كافية لوحدها
لأنَّ الإسلام منهج حياة شامل ومتكامل.
وسورة الفاتحة قد اشتملت على هذه الأهداف الثلاثة، ففي
محور العقيدة تقرأ
قوله تعالى: ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ & ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ.
فالتوحيد والايمان
باليوم الآخر هما أساس عقيدة المسلم. وفي محور العبادة تقرأ:
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
وفي منهج حياة المسلم تقرأ: ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ &
صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ.
والقرآن كله بعد سورة الفاتحة إما أن يكون مبيّناً للعقائد، مفسّراً
معنى الحمد لله رب العالمين ومعنى الرحمن الرحيم
ومعنى مالك يوم الدين.. أو مبيّناً كيف نعبد الله تعالى
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. أو يخبر عن المناهج في الأرض
وطرق الظالمين والهالكين وطرق الناجين، فنجد آيات كثيرة
تشرح معنى (ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيم).
أساسيات الإسلام
وتذكرنا سورة الفاتحة بأساسيات الدين ومعانيه العظيمة:
1. نِعم الله تبارك وتعالى ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ.
2. الإخلاص بكلمة إِيَّاكَ نَعْبُدُ. أي نفردك وحدك يا ربنا
بالعبادة، فلا نعبد إلا أنت، ولا نستعين بأحد إلا أنت ]
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
3. طلب الصحبة الصالحة ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ & صِرَاطَ
ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.
4. التحذير من أصحاب السوء غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ
ٱلضَّالّينَ.
5. أسماء الله الحسنى، مع التركيز على أسماء الله ٱلرَّحْمَـٰنِ
ٱلرَّحِيمِ. فأصل علاقة ربنا بالبشر هي الرحمة ولذلك
ورد قوله الرحمن الرحيم مرتين.
6. الإستقامة ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ.
7. الآخرة والاستعداد لها مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ، وٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ
ٱلْمُسْتَقِيمَ.
8. أهمية الدعاء وأدب الدعاء، فالسورة قد اختتمت بالدعاء.
9. أمتنا أمة واحدة.. ولذلك فإنَّك تجد بأنّ كل ألفاظ المخاطبة
والدعاء في سورة الفاتحة جاءت بصيغة الجمع فحتى لو كان
المرء يصلي وحيداً في غرفته لا تصح صلاته بأن يقول
“اياك اعبد واياك استعين” أو “اهدني الصراط المستقيم”
، فلا بد ان يقول ٱهْدِنَاوإِيَّاكَ نَعْبُدُوَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، وكلها
بصيغة الجمع، حتى يعرف المرء انه ضمن أمة واحدة وأنه
ليس وحيدا في هذا الكون
الأدب مع الله
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن السورة تعلّم العبد الأدب مع ربه،
فهي مقسّمةإلى نصفين، النصف الأول ثناء على الله
والنصف الثاني دعاء اليه. فالثناءعلى الله يتجلى في الآيات:
ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ & ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ &
مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ & إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. وبعد ذلك الدعاء:
ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ& صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ.
واللطيف أن عدد أحرف الثناء في النصف الأول مساوية تماماً
لعدد أحرف
الدعاء في النصف الثاني.
فالسورة تعلّم المرء كيف يتعامل مع الله، فإن أراد الدعاء
فيستحّب له أن يثني على الله أولاً (فيبدأ بحمد الله تعالى
وتمجيده ثم الصلاة على رسوله )، وبعد
ذلك يدعو بما يشاء فإنَّ دعاءه يستجاب بإذن الله.
الحوار مع الله
إن تلاوة سورة الفاتحة تفتح لك أعظم أبواب الشرف وهو
الحوار مع الله تبارك وتعالى.
ولهذا جاء في الحديث القدسي: “قسمت الصلاة بيني وبين
عبدي قسمين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين، قال الله
حمدني عبدي،
فإذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي،
فإذا قال العبد مالك يوم الدين
قال الله مجَّدني عبدي، فإذا قال العبد إياك نعبد وإياك
نستعين قال الله هذا بيني وبين عبدي،
فإذا قال العبد إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين
أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله هذا
بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل”.
فتستشعر أنك كلما تقرأ سورة الفاتحة فإنّ الله تعالى يجيبك. أي
شرف هذا في حوار يكرر رب العزة ذكرك فيه بالعبودية
ويكافئك بالاجابة مع أنك لم تأتبجديد ولم تتفضل بشيء من
عندك، فهو سبحانه أهل الثناء كما تقول وخيراًمما تقول.
حساسية عمر
لذلك كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان يقرأ الفاتحة
آية آية ويسكتبين الآية والأخرى،
وحين سئل عن سبب سكوته قال: “لأستمتع برد ربي”.
فلو أن قلب المرء استشعر بأن ربه يرد عليه حين يقرأ كل آية
من سورة الفاتحة لطار من كثرة الفرح…
جوامع خير الدهر
هل أحسست معي بأهمية السورة؟ لكل ما ذكر يقول ابن القيم:
ان الله تعالى
قد أنزل (104) كتب، جمع معانيها في ثلاثة كتب: التوراة
والإنجيل والقرآن،
وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن، وجمع معاني
القرآن في الفاتحة،
وجمع معاني الفاتحة في إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
وهذه الآية مقسومة إلى قسمين، كلاهما ضروري في الإسلام:
عبادة الله تعالى
أي ممارسة الشعائر إِيَّاكَ نَعْبُدُ، والإستعانة بما خلق الله في هذه
الأرض وتسخيرها للنجاح في الحياة ولإدارة الأرض وفق
منهج الله(كما سنرى فيسورة البقرة).
ولأن الصحابة فهموا هذه الآية جيداً وطبّقوها – بمحوريها –
في حياتهم، قادوا الأرض ونجحوا في الدنيا والآخرة.
وإننا نرى في عصرنا الحاضر، بعض المسلمين يطبّقون إِيَّاكَ
نَعْبُدُ فيقتصرفهمهم للإسلام على التدين فقط،وللأسف
نرى الغرب يطبق وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فيسخّر ما في الأرض
لإدارتها وعمارتها. لكن الإسلام يأمر بالتوازن بين الأمرين
، وهذا ما تبيّنه سورة الفاتحة بوضوح.
مفتاح القرآن
فلماذا سميت بالفاتحة؟ هناك معنيان للإسم، أحدهما قريب، وهو
لأنه افتتح بها
المصحف، ولكن المعنى البعيد هو أنها سميت بذلك لأنها مفتاح
القرآن (أي لمعانيه)،
فبها تفتتح كل سورة من سوره. فكل كنوز القرآن فيها، ولو
فهم المرء الفاتحة فسيفهم كل سور القرآن التي بعدها.
ومن روعة السورة أنَّ كل سور القرآن متسلسلة في معانيها
وأهدافها ورسائلها، فهي مرتبطة بما قبلهاولا يصح أن تربط
الا بالسورة التي جاءت قبلها بترتيب المصحف الا سورة
الفاتحة، فلو جاءت قبل أية سورة لوجدت المعنى متصلاً
بل متكاملاً أيضاً. لذلك فإننا نبدأ صلاتنا بالفاتحة ثم نقرأ أي
سورة بعدها ويبقى المعنى متصلاً مهما كانت السورة.
سورتان لكلمتين
ينبغي أن نلاحظ علاقة الفاتحة بالسور التي جاءت بعدها وفق
ترتيب المصحف وهي البقرة وآل عمران
فلقد جاء في سورة الفاتحة ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ.
وفي بداية سورة البقرة ذٰلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لّلْمُتَّقِينَ.
وذلك إشارة إلى أن قوله تعالى ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ
كيف هذا؟ اقرأ قول الله تعالى غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ
ٱلضَّالّينَ.
فالمغضوب عليهم والضالين، صفات لأناس استحقوا غضب
الله، أو ضلوا عن صراط الله،
فسورة البقرة تشرح غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وسورة آل عمران
تشرح ٱلضَّالّينَ. سورة كاملة عدد آياتها 268 آية تشرح كلمة
في الفاتحة غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وسورة كاملة
وهي آل عمران تشرح وَلاَ ٱلضَّالّينَ.
رحمة للعالمين
نلاحظ أن كلمة ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ قد تكررت مرتين في السورة
بِسْمِ الله ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ وقوله تعالى ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ.
وهذا يشعرنا برحمة ربنا التي شملت الدنيا والآخرة..
فلفظ الرحمن الرحيم الأول جاء بعد ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ،
فالعالمين والدنيا كلها تسير برحمة ربنا،
و ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ جاء بعدها مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ للإشارة
أن اليوم الآخر أيضاً يسير برحمة الله.
فهذه السورة تطمئن المرء بأن الأصل في الكون هو رحمة الله،
وأن أصل علاقة الله بعباده هي الرحمة.
العالمين… الناس
ولفظة ٱلْعَـٰلَمِينَ تدل على معنى لطيف، فالفاتحة – وهي أول
سور القرآن – قدابتدأت بـ ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ،
بينما آخر سورة في القرآن (سورة الناس)
قد انتهت بقوله تعالى مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ.
فالمصحف ابتدأ بكلمة العالمين وختم بكلمة الناس، وكأن
المعنى أن هذا القرآن ليس للمسلمين فقط
بل إن هذا القرآن هو لهداية البشرية كلها.
غنيمة سهلة
ولسورة الفاتحة خصوصية تميزها، وهي أنها خالية من كل
أحكام التجويد الصعبة وذلك لكي تيسر للقراءة
للجميع حتى لمن لا يتحدث بالعربية.
(((والفاتحة )))
((هي جواز سفر المرء لفهم القرآن والبطاقة الشخصية ))
( للدخول إلى مناجاة الله )
وفي الختام أسأل الله تعالى أنْ يجعلنا ممن هدوا إلى الصِّراط
المستقيم،ورزقوا العلم النَّافع والعمل الصَّالح وجُنِّبوا طريق
المغضوب عليهم والضَّالِّين ,, آمين.